- رواية

 سر مدينة إرم الضائعة في عمق الصحراء



لطالما شدني وجذبني سحر القصص والحكايات الشعبية التي رواها لي جدي عن المدن الضائعة في أعماق الصحراء، ومن بينها قصة مدينة إرم الأسطورية ذات الأسوار الشاهقة والأعمدة العظيمة، تلك المدينة التي اختفت وراء الكثبان الرملية تاركة وراءها الكثير من الأسئلة والأسرار.


"اقترب يا بني، ودعني أروي لك حكاية مدينة إرم ذات العماد، تلك المدينة العربية القديمة التي ازدهرت في جنوب شبه الجزيرة ثم ابتلعتها الرمال في ليلة عاصفة بعد أن هجرها سكانها الذين تاهوا في الصحراء..." بهذه الكلمات كان جدي يستهل سرده لتلك القصة الشيقة.


وتحكي الأسطورة أن إرم كانت مدينة صحراوية شيدت في فج بين الكثبان الرملية، وكان يحكمها ملك عادل يدعى "شداد بن عاد". وكان الملك شداد يخشى من هجمات الأعداء، فأمر ببناء سور عظيم حول المدينة لحمايتها، وشُيد السور بأحجار ضخمة ودُعم بأعمدة شاهقة منحوتة في الجبال.


وعندما اكتمل بناء السور، شعر سكان إرم بالاطمئنان، فقد كانوا يعتقدون أن هذه الأسوار الحصينة ستحميهم من أي غزو. غير أنهم لم يكونوا يتوقعون الكارثة التي حلت بهم لاحقاً! 


وذات ليلة هبت على المدينة ريح عاتية هائجة، فاجتاحتها عاصفة رملية شديدة دفنت تحتها المدينة بأكملها، فخسفت إرم في باطن الأرض تاركة وراءها أطلالاً مدفونة تحت طبقات الرمال!



ومنذ ذلك الوقت، ظل مصير مدينة إرم القديمة محط أسئلة وألغاز، فهل ما زالت بقايا المدينة الأسطورية مطمورة تحت الكثبان تنتظر من يكشف سرها؟ أم أن الزمن والرياح الجارفة قد محت كل أثر لتلك الحضارة الغامضة؟


أما أنا فلا أزال أحلم باكتشاف تلك المدينة الضائعة، ربما توقظ حفرياتي يوماً أسرار إرم الدفينة!


هذا ما طالما حلمت به وأنا أستمع لتلك القصص الشيقة من جدي، فهل سيتحقق حلمي يوماً؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مقالات

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *